هذه الصورة لا تُظهر "فراغاً" في الكون بل سحابة غازية هائلة
تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة حول العالم صورة يقول ناشروها إنها تُظهر واحداً من "فراغات" كونيّة تمتد على مليارات الكيلومترات وتخلو من أي أجرام فضائيّة. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فالصورة تُظهر في الحقيقة سحابة هائلة من الغاز والغبار تمتصّ الضوء فُتخفي النجوم وراءها.
يظهر في الصورة ما يبدو أنها صورة للفضاء يتوسّطها فراغ أسود اللون.
وجاء في التعليقات المرافقة "في الفضاء بقع فراغ صغيرة، الواحدة منها بقدر ذرّة رمل بالنسبة لحجم الكون، إن سافرت عبره فلن تصطدم بشيء لمدة 755 مليون سنة".
وانتشرت الصورة بهذا السياق على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة حول العالم، منها العربيّة والإسبانيّة والبرتغاليّة والإنكليزيّة.

حقيقة الصورة
لكن هذا الادّعاء غير صحيح.
فالتفتيش عن الصورة على محرّكات البحث يقود إلى موقع وكالة الفضاء الأميركية ناسا الذي نشرها في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر من العام 2017.

وشرح موقع وكالة ناسا أن الصورة تُظهر سديماً أطلق عليه اسم "برنارد 68"، وهو عبارة عن سحب جُزيئيّة فيها تركّز عال للغبار والغاز.
وتمتصّ هذه السحابة الضوء المنبعث من النجوم المجاورة ("المجاورة" نسبة للمقاييس الكونية الهائلة)، ولذا يبدو ما حولها أسود، وليس لأنها صورة فراغ مثلما جاء في المنشورات.
وبحسب الوكالة الفضائية الأميركية، يمكن رصد ما حول هذه السحابة من أجرام فضائيّة باستخدام الأشعة تحت الحمراء.
وقال عالم الفضاء غونزالو تانكريدي العضو في الاتحاد الفلكي الدولي لوكالة فرانس برس "القول إن الصورة تُظهر فراغاً هو خطأ، هذه السحابة ملأى بعناصر المادّة".